مدينة الموصل ومتحفها

يعد المتحف الحضاري في الموصل، المتميز بهندسته المعمارية ومقتنياته، ثاني أهم متحف في العراق بعد متحف بغداد. ارتبط تاريخياً منذ تأسيسه عام ١٩٥٢ وحتى تدميره على يد تنظيم الدولة الإسلامية في ٢٠١٥، ارتباطاً وثيقا بتاريخ الموصل ومحيطها. 

كارثة الدمار

شهد العراق وشعبه فترات مأساوية على مدى عدة عقود. فقد أدى نظام صدام حسين ومن ثم سقوطه، والحروب المتتالية وتقسيم البلاد، على وجه الخصوص في عام ٢٠١٣، إلى صعود قوة منظمة سياسية عسكرية ذات أيديولوجية سلفية: ألا وهي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). حيث تعرض التراث العراقي من جرائها للعديد من أعمال النهب والتدمير، إحراق المواقع الأثرية ودور العبادة والآثار والمباني الحكومية والبنى التحتية أو مهاجمتها بمختلف الوسائل، ولا سيما المتفجرات، وكأنها محاولة لطمس كل الشواهد على تاريخ العراق وماضيه.

إعادة تأهيل المتحف الحضاري في الموصل

بعد مرور عام على تحرير الموصل في حزيران (يونيو) ٢٠١٧، قامت وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية بإحصاء وتقييم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمتحف الحضاري في الموصل، طالبةً المساعدة الدولية. وعلى إثرها نشأت روح تضامن دولي لدعم إعادة تأهيل المتحف ومقتنياته.

مجموعات متحف الموصل والمواقع الشهيرة

بلاد الرافدين، وهي تعني حرفياً (بلاد ما بين النهرين) هي منطقة من الشرق الأوسط تقع بين نهري دجلة والفرات، بشكل أساسي في سوريا والعراق الحاليتين. تشهد هذه المنطقة على مراحل أساسية من تاريخ البشرية، حيث أقامت فيها المجتمعات المستقرة الأولى، وتم فيها تدجين النباتات والحيوانات، وكذلك اختراع الكتابة. عكست العديد من المواقع الأثرية وخصوصاً في هذه المنطقة، تاريخها الممتد لحوالي ١٠٠٠٠ عام، تجلى ذلك من خلال المقتنيات الأثرية التي كانت معروضة في المتحف الحضاري في الموصل قبل تدميره ونهبه.