المراحل الأولى


كانت منطقة الموصل مهد أولى أعمال الاستكشاف الأثري في الشرق الأدنى، وتميزت منذ منتصف القرن التاسع عشر بإعادة اكتشاف الآشوريين. ومع ذلك لم يكن لمدينة الموصل متحف أثري إلا في أربعينيات القرن العشرين. حينها، اختارت بلدية الموصل قطعة أرض تقع في وسط المدينة على الضفة الغربية لنهر دجلة، يوجد فيها بهو ملكي بمساحة ١٢٠٠ متر مربع كان قد بني للملك غازي ملك العراق. في عام ١٩٥٠، استحوذت مديرية الآثار القديمة العامة على المبنى بدعم من رئيس بلدية الموصل ومحافظها. واستلزم المبنى عامان من أعمال البناء لتحويله إلى متحف، قام بافتتاحه الملك فيصل الثاني في ٢٧ آذار (مارس) ١٩٥٢. أصبح متحف الموصل أو المتحف الحضاري كما سمّي آنذاك، المتحف الثاني من حيث الأهمية بعد متحف بغداد الذي افتتح في عام ١٩٢٦. ومع الوقت، افتتحت متاحف أخرى في المنطقة مع تزايد الاهتمام بتراث الموصل بفضل افتتاح متحفها، كما هو الحال في نينوى، وهي موقع أثري يقع في مدينة الموصل، شيد فيه متحف عام ١٩٥٦ بمناسبة ترميم بوابة نيرغال.


أولى مجموعات المتحف


عرضت مجموعة مقتنيات المتحف الأول في البداية في مكان واحد (القاعة رقم ١). وقد ضم بشكل أساسي منحوتات من مملكة الحضر تعود لنهاية العصور التاريخية. وعلاوة على المنحوتات، تضم مجموعة الحضر ١٨ خزانة من اللقى الصغيرة المختلفة التي تعود للموقع نفسه. ضم المتحف أيضاً مقتنيات من نمرود، وعرضت القطع الآشورية الفخارية والعاجية في خزانتين مستقلتين.
افتتحت مساحة أخرى (القاعة رقم ٢) في عام ١٩٥٨ لعرض اللقى الأثرية العائدة إلى الفترة الممتدة من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث، بهدف إعطاء لمحة شاملة عن تاريخ المنطقة على غرار المتحف الوطني العراقي في بغداد. ثم قسمت هذه المساحة إلى قسمين، ما سمح بإنشاء جناح ثالث (القاعة رقم ٣) خصص للعصور الإسلامية.
تم إصدار دليلين للمتحف الحضاري في الموصل يقدمان للمبنى ومقتنياته. الأول كتب مقدمته فؤاد سفر مدير عام آثار العراق، صادر باللغتين العربية والإنجليزية عام ١٩٥٨ بمناسبة افتتاح القاعة رقم ٢. والثاني صدر عام ١٩٦٦ وكتب مقدمته فيصل الوائلي، وهو: مراجعة للدليل الأول مع تحديثات للصور المتحفية.