يأتي مصطلح بلاد الرافدين من الكلمة اليونانية القديمة (mésos potamós) التي تعني (بين النهرين) ويأتي المصطلح اليوناني بدوره من تعبير محلي معروف في الأكادية ثم باللغة الآرامية (بيريت ناريم وبين نهريم) والتي تعني أيضاً "بين النهرين". ويشير إلى أهمية نهري دجلة والفرات كعنصرين أساسيين لاستقرار البشر في هذه المنطقة وحركتهم.


شمال بلاد الرافدين


يتم التمييز بين جنوب بلاد الرافدين (أو بلاد ما بين النهرين السفلى) وشمال بلاد الرافدين (أو أعالي بلاد ما بين النهرين). يقع شمال بلاد الرافدين عند منبع حوضي دجلة والفرات. وهو يضم شمال العراق وشرق سوريا وجنوب شرق تركيا وتبرز فيه عدة معالم طبيعية متمايزة. يحده من الشمال هضاب الأناضول المرتفعة ومن الشرق جبال زاغروس. يتدفق النهران في واديين بتضاريس أكثر وضوحاً، يتخللها نهري الزاب الصغير والزاب الكبير رافدي دجلة، وكذلك البليخ والخابور رافدي الفرات.

الموصل، مركز شمال بلاد الرافدين


تقع الموصل، المدينة الرئيسية في شمال العراق، في منطقة التقاء جغرافي، حيث تشرف على سهل نينوى الرسوبي، وتقع في الطرف الشرقي من الجزيرة حيث يشكل جبل سنجار جزءاً منها. وفي الشمال أيضاً تنهض جبال كردستان العراق. من أبرز المواقع الأثرية في شمال بلاد الرافدين: تل حسونة، تبة غورا، تل عربجية، خورسباد، نينوى، بلاوات، نمرود، آشور والحضر.

لمحة عن التسلسل الزمني


تعكس مجموعات متحف الموصل التاريخ الغني والمعقد لشمال بلاد الرافدين بشكل نموذجي، حيث يقدم لزواره آثاراً وجدت في العديد من المواقع الأثرية المهمة في المنطقة، معظمها استوطنت منذ آلاف السنين، وأحياناً دون انقطاع من العصر الحجري الحديث وحتى العصور الوسطى. كان هذا الاستيطان طويل الأمد سبباً في تكوين التلال الصنعية التي يشار إليها باسم "تل". يتميز التسلسل الزمني لتاريخ بلاد الرافدين بأنه مهما كان بسيطاً فإنه لا يخفي تعقيد المنطقة التي شهدت تعايشاً وتعاقباً دائماً لشعوب بأديان وكتابات ولغات متمايزة.
 تشكّل بلاد الرافدين بشكل عام، وحدةً تاريخيةً واجتماعيةً وثقافيةً، وهي في المقام الأول تعددية، توحد مختلف السكان والتأثيرات الثقافية في مزيج أصيل ومثمر يمتد لآلاف السنين.