تأتي ثلاثة قطع من الأثاث الخشبي المنحوت من أوابد شيدت في الموصل في القرن الثالث عشر الميلادي. سلمت هذه القطع المودعة في متحف الموصل بأعجوبة من الدمار والنهب الذي مارسته داعش.


صناديق الأضرحة


نعرف بعض الأمثلة النادرة للأثاث الخشبي. يأتي صندوق ضريح الإمام يحيى بن القاسم من مزار (مشهد) هذا الإمام الذي يتحدر من نسل الإمام علي بن أبي طالب، والذي شيده الأتابك بدر الدين لؤلؤ في عام ٦٣٧ هجري/ ١٢٣٩ ميلادي. يحمل هذا الصندوق، ذو الزخرفة البالغة الدقة، نقوشاً قرآنية ونقشاً إنشائياً تبرز على خلفية شديدة الكثافة من زخارف ملتفة عبارة عن سيقان مزهرة. يأتي صندوق ضريح خشبي آخر مزخرف بنقوش على خلفية أغصان نباتية ملتفة متقنة ومتشابهة للغاية، من مرقد الإمام عون الدين، الذي بناه الأمير نفسه بعد ذلك بسنوات قليلة، في عام ٦٤٦ هجري/ ١٢٤٨ ميلادي.


الباب الخشبي


ومن هذا المرقد يأتي أيضاً باب ذو مصراعين مركبين في بوابة المدخل ذات الزخرفة الغنية من الرخام المنحوت. يبرز الباب المكفت بالمعدن (البرونز) زخرفة هندسية معقدة مرسومة بشبكة من الأشرطة ذات المسامير؛ كما يحمل توقيع المعمار (الحرفي؟) عمر بن الخضر الملكي البدري. للباب اثنتين من المطارق دائريتين مزخرفتين، ومعلقتين بخطاف على شكل رأس أسد، كانتا تكملان الزخرفة. وعلى ظهر المصراعين، زُخرف الخشب العاري بألواح مستطيلة منحوتة بزخارف نباتية دقيقة.