- الرئيسية
- اكتشف الموقع
- الحياة والموت
- الحرف في ماري
- الأدوات الصوانية
- تطور التقاليد التقنية في ماري
المدينة الأولى، ملتقى التأثيرات
من الممكن إعادة بناء الخطوط العريضة للمسار التاريخي لهذه المنتجات. وفي هذا الصدد يبدو أن صناعات المدينة قد تمحورت حول أعالي بلاد الرافدين وشمال المشرق: التي تحمل عدة سمات ثقافية كفخار نينوى ٥، والفخار السادة المبسط (الفخار المعّدن، والفخار ذو الشريط الزخرفي المحصور، والفخار المرسوم، وفخار العمق). كما تظهر التأثيرات من خلال النصال الكنعانية المستخرجة بطريقة الضغط او بالطرق الغير مباشر والتي تستعمل لتصنيع الأدوات الزراعية (القواطع الحادة للمناجل، ولوح مدراس الحنطة " tribulum"). وكنتيجة للإجماع التقني الذي تأسس من القوقاز وحتى الفرات الأوسط بين عامي ٢٩٠٠ و٢٦٠٠ قبل الميلاد انتشرت هذه الأدوات من الفرات الأعلى والجزيرة وحوض الخابور ووادي دجلة، وتم تقليدها حسب سياق الإنتاج المحلي. وعلى نطاق أوسع تلتقي حركة الأدوات والأفكار هذه مع "عولمة" تقنية أخرى هي ظاهرة "المسطحات" التي تُترجم حركة الشظايا القشرية الكبيرة من أطراف الصحراء الأردنية إلى وادي الفرات الأعلى عبر ماري.
المدينة الثانية: إنقطاع تقاني كبير
يمثل الانتقال من المدينة الأولى إلى المدينة الثانية انقطاعا تقانياً كبيراً في تاريخ صناعات ماري: حوالي ٢٥٥٠ قبل الميلاد يتعزز وجود استخراج النصال الخفيفة المنفذة بالطرق أو بالضغط ضمن مجمعات الصوان في المدينة الثالثة وتستمر حتى الربع الأول من الألف الثانية، تستنبط نماذجها من الأشكال المطورة في بلاد الرافدين السفلى منذ نهاية الألف الخامس على الأقل، وهي مرت عبر القرون بظواهر تحول وانتشار مهمة وذلك بفضل توسع نموذج ثقافة الوركاء، ونجاح دويلات المدن السومريةـ الأكادية.