تعد مجموعة التطعيم بالصدف المكتشفة في ماري منذ عام ١٩٩٣ وحتى أخر حفرية أجريت في الموقع في العام ٢٠١٠ أهم مجموعة في الشرق الأدنى القديم حتى الآن.

التطعيم بالصدف في اللوحات التصويرية

ثبتت هذه التطعيمات المصدّفة (أو غير المصدفة) على ألواح خشبية باستخدام القار، وقد صنعت هذه اللوحات ما بين ٢٣٠٠ و٢٢٥٠ قبل الميلاد أي أثناء مرحلة المدينة الثانية، وقد أودعت في نوعين من المباني: في المعابد وفي المباني الأدارية. حطمت هذه اللوحات بعنف أثناء تخريب المدينة من قبل الأكاديين، ولهذا لم يتم العثور على أي منها محفوظا تماما وعثر فقط على كسرات من هذه التطعيمات، ولا يعرف الشكل الدقيق أو الأبعاد أو التنظيم الداخلي لهذه اللوحات المطعمة.

موضوعات رئيسية: عسكرية واحتفالية

تتوافق المشاهد العسكرية بشكل رئيسي مع تصوير النصر، وتتألف مواضيعها من جنود وأعداء يقادون خلال المواكب. يتم تمثيل الجنود في أسلحة وملابس حربية، ويتم تصوير الأعداء وهم عراة ومقيدون بالأغلال وتدوسهم أحياناً الخيول التي تجرها عربات رباعية العجلات.

وهناك نوعان من المشاهد الاحتفالية:

  • الاحتفالات الدينية: مشاهد من التشارك أو تقديم الأضاحي التي تنطوي على صلوات ونساء تم تفسيرهن على أنهن كاهنات، كانوا يرتدون ثوبا وشالاً على الكتفين مغلق بدبابيس علقت عليها سلسلة من اللؤلؤ وتنتهي بختم أسطواني، ويرتدين أيضاً غطاء رأس عال ومستدير يميزهن بشكل واضح جدا عن بقية النساء الممثلات في المجموعة.
  • الاحتفالات الاجتماعية: ما يسمى بمشاهد الولائم، وتتألف من شخصيات جالسة يرافقها خدم. وفي مشهد أخر فريد من نوعه تظهر ثلاث نساء يشتغلن بلف الخيوط، وهو نشاط إزالة الخيوط من مغزل وتجميعها حتى لا تتشابك.

مميزات تصويرية خاصة

أدى التقييد المسبق بالمواضيع التصويرية أن تحمل اللوحات التصويرية المرصعة بعض المميزة الخاصة بها، حيث نلاحظ بشكل رئيسي الغياب الملحوظ لتمثيل الألوهية والملوك أو العناصر المرئية التي يمكن أن تعطي معلومات أساسية عن الإطار الزماني والمكاني للمشهد، وكذلك لا تدعم هذه اللوحات مبدأ سرد أحداث معينة، ولكنها تعطي حالات مشهدية تشمل بعض الأفراد الذين يرتدون شارات معينة - أغطية الرأس والحلي والزينة - يمكن ربطها مع شخصيات رفيعة المستوى.

وكذلك تشكل اللوحات التصويرية المرصعة آخر الأدلة المرئية على الأقلية الحضرية في ماري، في زمن دويلات مدن بلاد الرافدين.