هيرودوت (٤٩٠-٤٢٥ ق.م) هو أول مؤرخ يوناني قدم وصفاً لطوبوغرافيا بابل، حيث حدد عدداً معيناً من الموضوعات التمييزية: كانت المدينة على شكل مربع ويبلغ طولها ٢٢،٢كم (١٢٠ ستاديون)، وتمتد على جانبي نهر الفرات الذي يجتازها، حيث يقطعها إلى قطبين في كل منهما يقع القصر الملكي ومعبد زيوس بيلوس (= مردوخ). يركز هيرودوت على الامتداد الهائل لهذه المدينة غير المنضبط، ويصف بدقة نطاقها المجهز بسور رئيسي يبلغ عرضه ٢٣ م وارتفاعه ٥٥ م.

يعزو هيرودوت بناء بابل إلى الملكة نيتوكريس التي ظهرت في عصره، لكن الكثير من المعطيات التي قدمها لا تتوافق مع الحقيقة، لدرجة أنه يجب الاعتراف بأن هيرودوت لم يذهب إلى هناك بنفسه وأنه استند على معلومات منقولة. وكان هيرودوت قد بنى رؤية عن بابل اعتماداً على بيانات صحيحة تندرج ضمن تصوره العام عن الشرق، لكن رؤيته لاتتوافق مع واقع المدينة.

تبعه ستيسياس (من كنيدوس) في القرن الخامس ق. م، والذي كان طبيباً في بلاط الملوك الفارسيين وترك أيضاً وصفاً للمدينة مستوحى من العمل (المفقود) لهيلانيكوس (من ميتيلين). لكن وجود ستيسياس في إيران لم يضمن وصفاً أكثر دقة من وصف هيرودوت: فهو أيضاً يتحدث عن مدينة ضخمة ويقدم عنصرا جديدا وهو الحدائق المعلقة في بابل التي دخلت خلال القرن الثالث قبل الميلاد في قائمة عجائب الدنيا السبع. ويعتبر ستيسياس أن الملكة سميراميس هي من قامت ببناء بابل ونطاقها الذي يصل إلى ٦٦،٦ كم (٣٦٠ ستاديون) بسور يصل ارتفاعه إلى ٩٠ متراً.

بيروس باللغة اليونانية، الذي أشار إلى بابل في البابليّات: حيث ينسب إلى نابوبلاصر ونبوخذ نصرالثاني إعادة بناء الجدران والقصر الملكي الذي كان محاطاً بـ "الجنة المعلقة".

 

قام المؤلفون اليونانيون اللاحقون بتحقيق هذه المعطيات الأولية. حيث قلصت بابل عن اتساعها، وجدرانها، وقصرها مع حدائقه الشهيرة، ومعبد بل. فهي إذاً "مدينة فارغة" نادرا ما يذكر قادتها وكهنتها وسكانها. كما أن المباني ذات الطابع اليوناني الروماني، مثل المسرح أو صالة الألعاب الرياضية في الحي الشمالي الشرقي، لا تزال غير معروفة.