توضح العلوم، وخاصة علم الفلك والرياضيات، كيف انتشرت الثقافة البابلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وهكذا شهدت بلاد ما بين النهرين ولادة (التدوين الموضعي) بالإضافة إلى النظام الستيني المستخدم منذ نهاية الألف الثالث.

تم حديثاً تسليط الضوء على تأثير الثقافة البابلية في الرياضيات، وذلك بفضل فريق أسترالي اهتم بالرقيم الرياضي بليمبتون ٣٢٢ المحفوظ في جامعة كولومبيا والمؤرخ إلى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، يقدم هذا النص المعروف منذ عام ١٩٤٥ قائمة من خمسة عشر رقماً ثلاثيأً من التي تحقق نظرية فيثاغورس، كان من الممكن الحصول على نتائجها بواسطة خوارزمية يستخدمها الكتبة البابليون. وفي عام ٢٠١٦ اكتشف ماتيو أوسندريفير أن الباحثين البابليين في الفترة الهلنستية قد طوروا خوارزميات دقيقة جداً لحساب وتوقع المسافة التي قطعتها كوكب جوبيتير في السماء.

بالإضافة إلى ذلك، فقد استمرعلم الفلك البابلي في غرب البحر الأبيض المتوسط بفضل إعادة استخدامه من قبل العلماء اليونانيين خلال العصرين الهلنستي والروماني. يعتبراللوح ٦٣ من المجموعة الفلكية (إينوما- أنوـ أنليل) أقدم قائمة، حتى الآن، سجلت ملاحظات الصعود والهبوط الحلزوني لكوكب فينوس، يعود تاريخه إلى عهد أمي ـ صدوقه (١٦٤٦-١٦٢٦)، وأعيد تداولها على يد عالم الفلك اليوناني بطليموس في القرن الثاني الميلادي لتصميم جغرافيته عن السماء. أخيراً، يعود للبابليين الفضل في النص العائد لعام ٤١٩ قبل الميلاد، والذي يعطي الأبراج الاثني عشر ، وكذلك مواقع الكواكب في أوقات مختلفة من السنة. لاشك أن نجوم أبراجنا الاثني عشر قد جاءت من عهد بطليموس، ولكن أشكالها (وأن اختلفت في تفاصيل معينة) قد أتت من الثقافة البابلية.