بعد أن كانت بابل مجرد مدينة ريفية بسيطة خلال حكم سلالة أور الثالثة في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد، حدثت نقطة تحول في بداية الألف الثاني مع وصول الأموريين إلى بلاد الرافدين، الذين أسسوا ممالك جديدة على طول دجلة والفرات كما هو الحال في ماري أو لارسا.

بابل في القرنين التاسع عشر والثامن عشر قبل الميلاد

في عام ١٨٨١، أسس الملك سومو-لا-إل سلالة في بابل. واكتسبت المدينة دوراً رئيسياً بقيادة حمورابي وخلفائه ابتداءأً من القرن الثامن عشر قبل الميلاد، حيث أصبحت بابل في عهده (١٧٩٢-١٧٥٠) مملكة مأهولة بالكثير من السكان والأقوى في المنطقة. قام الملك بتوحيد دول سومر وأكاد القديمة وبالتالي سيطر على كل بلاد الرافدين.

برزت الأهمية الجديدة لبابل بفضل التوثيق الكتابي، وقد استحالت الحفريات الأثرية للمستوى الذي يعود تاريخه إلى الألف الثاني بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية. أخذ ملوك السلالة البابلية الأولى المدينة كاملة كعاصمة، وتم فيها بناء قصرين ملكيين، أحدهما بواسطة سومو-لا-إل (١٨٨٠-١٨٤٥) المذكور في أرشيفات ماري الملكية، والآخر بواسطة سامسو إيلونا (١٧٤٩-١٧١٢) نجل وخليفة حمورابي، الذي يتم الاحتفال بالذكرى الرابعة والثلاثين لحكمه:

"السنة التي بنى فيها قصراً أميرياً، بقي مناسباً لإقامة ملكه"

تضاريس المدينة في الألف الثاني

سمحت المعطيات الكتابية بإعادة تشكيل مخطط لمدينة بابل من الألف الثاني قبل الميلاد. حيث تطورت النواة الحضرية الأولى بالقرب من نهر الفرات وفيها شبكة كثيفة للغاية من الشوارع، قبل أن يتم توسيعها في النصف الثاني من الألف الثاني من خلال مدها نحو الشرق وتجهيزها بطرق مستقيمة كبيرة. كانت المدينة، في تلك الفترة، موطناً للعديد من المعابد، وفي عهد سومو-لا-إل تم تشييد "سور عظيم" مخصص لحماية المدينة.

الشركاء والمؤلفون