مر العديد من الرحالة عبر بابل بفترة طويلة بعد العصور القديمة، وحافظت ذاكرة المكان على موقع المدينة.

رحالة في بابل

كان الحاخام الإسباني بنيامين التوديلي أول من ذهب إلى بابل في العصور الوسطى حوالي ١١٧٣، ثم بتاحيا الراتيسبوني في عام ١١٧٨، كما زار الفارس الروماني بيترو ديلا فالي بابل وخرائبها الأكثر وضوحاً، بما في ذلك تل بابل. وكما هو واضح أن اسم "تل بابل" يشير إلى اسم بابل. وأخيراً، في الثمانينيات من القرن الثامن عشر، نقل النائب البابوي بيير جوزيف دي بوشان المعلومات الأولية عن العصر الحديث على بوابة عشتار وزخارفها.

الاستكشافات الأولى للموقع

تم تحقيق إسهامات جديد بفضل البعثة الفرنسية التي بدأت في منتصف القرن التاسع عشر. صوتت فرنسا في ٨ أب من عام ١٨٥١، على الاعتمادات التي سمحت بإنشاء (البعثة العلمية والفنية لبلاد الرافدين وميديا) والتي كانت بابل تتويجا لها. بدأت عملية استكشاف الموقع في ١٥ تموز من عام ١٨٥٢، والتي أشرف عليها فولجنس فريسنل، بمساعدة فنان الخط جيل أوبيرت والمهندس المعماري فيليكس توماس، وتركزت على تل قصر: استخرج فولجنس فريسنل العديد من الطوب المزجج، الذي رسمه فيليكس توماس. جهزت هذه الكنوز ليتم شحنها على متن السفينة مانويل لكن القوارب غرقت بشكل مأساوي في ٢١ آيار ١٨٥٥. على الرغم من هذا الإخفاق، فقد سمحت أعمال الحملة الفرنسية على تأكيد وجود قصر كبير في تل قصر. ثم تم تسليط الضوء على بابل مرة أخرى عندما اكتشف فيها هرمز رسام في عام ١٨٧٩ أسطوانة قورش، لصالح المملكة المتحدة.

التنقيبات الأثرية المنهجية

يعود الفضل في إجراء أول بعثات التنقيب بين ١٨٩٩عامي و١٩١٧ إلى ألمانيا وإلى المهندس المعماري روبرت كولدفاي، الذي عمل لصالح جمعية الشرق الألمانية، التي أسسها الإمبراطور غليوم الثاني. كشفت نتائجها عن القصور، وكذلك سور المدينة والمجمع الديني. ثم ركزت الحفريات الإيطالية في السبعينيات (١٩٧٠) على الإنشاءات المائية في المدينة وسمحت بتجديد معرفتنا عن بابل. وأخيراً، في الثمانينيات (١٩٨٠) كشفت الحفريات العراقية عن مبانٍ جديدة، مثل المعبد الذي كان يتم فيه تنصيب الحاكم.

الشركاء والمؤلفون