تمتد مدينة تدمر من جنوب إلى شمال وادٍ يقع ما بين الواحة في الشرق ونبع إفقا في الغرب.

بعد أن تم التعرف على الحي الأقدم الواقع في الناحية الجنوبية الغربية من خلال عملية المسح الكهرومغناطيسية وعمليات التنقيب الاختبارية، كشفت هذه الناحية من المدينة عن محاور مرور متجهة من الشمال الشرقي - الجنوب الغربي، بالإضافة إلى مبانٍ كبرى معظمها غير قابل للتحديد.

الهياكل المقدسة

كان شمال الوادي منذ الحقبة الهلنستية مقراً لعدة معابد مثل معبد اللات في الغرب ومعبد نابو في الوسط وبعل شمين في الشمال. ولا شك أنه اشتمل على مبانٍ أخرى كانت قد شُيّدت قبل اتخاذ القرار بإنشاء الشارع كبير ذو الأعمدة من شمال – جنوب إلى غرب المدينة (الشارع العرْضي) وشارع كبير آخر بأروقة يربط بين الشرق والغرب ويتغير اتجاهه مرتين نظراً لوجود مبان شُيدت سابقاً على جوانبه ومنها معبد (نابو).

نشاط معماري كثيف

اختار التدمريون هذا الحي بالذات لتشييد مبانٍ جديدة عامة وخاصة. من أهمها، من الشرق إلى الغرب، الحمامات المعروفة بـِ "حمامات ديوقلتيانوس" التي بنيت في القرن الثاني (وتم ترميمها في بداية القرن الرابع)، والمسرح (بداية القرن الثالث) والرحبة (الأغورا) وهي عبارة عن ساحة مركزية كبرى ومغلقة على طراز الأسواق الرومانية. كما تم رصد مدرّج في الناحية الشمالية الشرقية بالقرب من المتحف الحالي. إضافة إلى الحفريات الأثرية في المباني العامة والدينية، تم التنقيب في عدة منازل كبيرة (تصل مساحة بعضها أحياناً إلى أكثر من ١٠٠٠ متر مربع) بالقرب من المسرح في شمال الشارع المستقيم ذو الأعمدة، وعند طرف الواحة في شمال معبد بل وشرقه.

تحصينات من الفترة المتأخرة

بمقابل النشاط المعماري الكثيف، لم تُشيَّد في المدينة أي تحصينات قبل نهاية القرن الثالث أو بداية القرن الرابع، حتى لو عدنا من هذا التاريخ إلى عقود خلت. أما السور الذي تم رصد عدة نقاط منه، فما هو إلا "سور ضريبي" كان بمثابة علامة لحدود تطبيق الرسوم البلدية.