كانت المسكوكات تشكل في العصور القديمة قطعاً صغيرة شائعة الاستعمال على شكل رقاقات أو لويحات كانت تستخدم كعلامة للشكر والامتنان. وعلى الرغم من حجمها الصغير إلا انها كانت غنية بالرسومات التصويرية المتنوعة.
شكل المسكوكات ودواعي استخدامها
استعملت المسكوكات في تدمر للمشاركة في المجالس والأعياد والاحتفالات. وكانت تسمح لحاملها بالحصول على حصة من النبيذ أو المأكولات التي كانت توزّع خلال الأعياد. وكانت المسكوكات بأغلبيتها تحمل صوراً على الوجهين الأمامي والخلفي. ويصعب جداً إدراج هذه القطع في فترة زمنية محددة نظراً لغياب ما يدل على تاريخ محدد عليها. إلا أن أسلوبها ونمط الكتابة عليها، يجعلنا نعتقد بأنها تُرقى بأغلبيتها إلى الفترة الممتدة بين القرن الأول والقرن الثالث ميلادي. صُنعت أغلبية المسكوكات بالطين المشوي، وقد عُثر أيضاً على بعض القطع المعدنية المصنوعة من البرونز أو الحديد أو حتى القصدير. تعددت وتنوعت أشكالها التي اتخذت بأغلبيتها شكلاً مستطيلاً أو دائرياً أو مثمَّن الزوايا في حين صُنع عدد منها على شكل مستدير أو نجم حسب الصورة التي تضمنتها.
تنوع التمثيلات التصويرية
تنوعت التمثيلات التصويرية بشكل كبير، وقد تم التعرف على حوال ١٢٠٠ نوع : من بينها الوجوه البشرية او الإلهية والمشاهد الطقسية والرموز والحيوانات والمقتنيات المختلفة من خزف ولوازم المائدة وحتى بعض الصور الهندسية. تم التعرف كذلك على آلهة محلية أو شرقية مثل بل وبعل شمين وشدروفا وملاك بل مصورة بالطريقة التشبيهية الإنسانية أو من خلال رموز هذه الآلهة. وكان يتم تصويرالكهنة، الذين يسهل التعرف إليهم بفضل لباسهم وقبعاتهم المخروطية الشكل، بشكل نصفي أو ممدين على فراش خاص بالولائم. أما الزخارف فهي عبارة عن أعمال نحتية، لكننا نلحظ حرية كبيرة خاصة في المشاهد الصغيرة التي تصور الخدم وهم يستخرجون الخمر من الجرار أو يقدمون كأساً للمدعو في مشاهد تتميز بحيوية كبيرة.
مادة متعددة الاستخدامات
تتضمن المسكوكات أيضاً كتابات خطية بالأبجدية التدمرية ترافق الصور أو تحل محلها. وهناك عدة مسكوكات تحمل طبعات لبعض الأختام الموضوعة في أماكن خاصة على المسكوكة. تعود هذه الأختام للأشخاص الذين أصدروا المسكوكة في حين أن طبعاتها تشهد على أصالة المسكوكة وشرعيتها.