تقدم لنا المنحوتات فكرة عن نمط الملابس والأزياء التي كان يعتمدها التدمريون. مع أن بعضهم كان يرتدي الثوب الروماني الطويل أو الرداء الإغريقي وهو عبارة عن ثوب بثنيات، إلا أن معظم التدمريين كانوا يختارون ملابساً فاخرة وملونة ومطرزة بأسلوب سوري محلي يحمل بين طياته تأثيرات من الأزياء الشائعة في الامبراطورية البارثية المجاورة لتدمر من الناحية الشرقية.
كان الرجال يرتدون سراويلاً منتفخة ومطرزة وأثواباً واسعة مع حزام وأكمام قصيرة. أما النساء، فكن يضعن بشكل عام ثوباً واسعاً ومعطفاً يعلو كتفه الأيسر مشبك معدني. كما كن يتزين بأقراط الأذن وعدة عقود وأساور وحلي متفرقة ويضعن على جبينهن عصابة مزينة بزخارف نباتية، إضافة إلى عمامة ملفوفة على استدارة رؤوسهن ووشاح طويل.
أما الزي الإيراني أو المعطف اليوناني الذي كان يرتديه البعض، فلا يعكس إلا ذوقاً شخصياً أو رغبة مؤقتة أو حتى علامة للثراء والرقي، ولم يكن يعبر عن أي انتماء أو مهنة.
إن الدور الريادي الذي لعبته تدمر في التبادلات بين حوض المتوسط والأقاليم الشرقية وما قدمته من إبداعات فنية، جعلها تبرهن على سريان موجات من التفاعل والتبادل وحوّلها إلى محطة مميزة على طريق عبور المواد الفخمة (كالذهب والأحجار الثمينة واللآلئ). وكانت المدينة تشكل أيضاً ملتقى لعدة أساليب وأزياء وتقنيات وصلت إليها عبر التجار. مما جعل التدمريين يطلعون على مختلف هذه الأنماط والتأثيرات ويتمثلون بها.
وقد انعكس هذا التنوع الثري بشكل خاص في فن الصياغة التدمرية الذي انحصرت فيه عدة عناصر وزخارف من أصول شرقية ورومانية وإغريقية وهلنستية وسورية.