في الكتابة المنقوشة على ظهر التمثال الصغير، يعلن بازوزو نفسه ملك الشياطين الشريرة.

ظهر بازوزو في الألف الأول ق. م. في آشور. يتخذ بازوزو وضعية المهاجم إذ تبدو مخالبه وأسنانه ظاهرة بوضوح ويخيف كل من يقترب منه. تطغى على هيئته الوحشية ملامح هجينة تنتمي للإنسان والحيوان. بأنيابه الحادة وحدقات عينيه المتوسعتين المصحوبتين بحاجبين كثين وأكشرين، لا يمكن لوجه بازوزو إلا أن يدبّ الرعب في أفئدة كل من يقترب منه. يحظى بازوزو بمكانة خاصة بين الشياطين. فهو يتحلى بطبيعة إلهية لا تملكها الشياطين الأخرى. لذا، دعي بازوزو بـ"ملك الشياطين الشريرة".

بازوزو يعرّف عن نفسه

"أنا، بازوزو، ابن الإله حنبا، أنا ملك الشياطين الشريرة ليلو. أتسلق الجبال الشامخة والغاضبة. أجبرت الرياح التي أركبها وأتنقل في قلبها، على التوجه نحو الغرب. واجهت كلاً منها وكسرت أجنحتها."

قدرات بازوزو

يركب بازوزو الريح الآتية من الجبال، أي من حدود العالم المأهول. تؤكد الكتابة على المكانة الملكية الذي يتمتّع به بازوزو وعلى قدرته على صدّ الرياح التي تحمل الأمراض والعواصف. يرد في ملحمة جلجامش ثلاثة عشر اسماً لرياح مختلفة مثل الريح الضارة وريح الصقيع وريح الغبار والعاصفة والزوبعة. إن الرياح أسلحة في أيدي الآلهة إذ يُنظر إليها على أنها ظواهر مدمّرة. والإله بازوزو يمتلك القدرة على توجيه الرياح العاتية والمساهمة مثلاً في نشر الأوبئة. لكن بإمكانه أيضاً استخدام قوته لحماية البشر من أي انتشار وبائي. فقد تنكسر أمام قدرته أجنحة الرياح، حسب ما تشير إليه الكتابة المذكورة على ظهر التمثال الصغير، فيجرّدها من قوتها مؤكداً بذلك على دوره في حماية البشر.