كان سكان بلاد الرافدين يعتقدون أن العالم تسكنه شياطين شريرة وجان يسهرون على حمايتهم. كما كان باعتقادهم أنه من الممكن إبعاد الشياطين الشريرة بفضل الطقوس والشعائر الخاصة بطرد الأرواح

سجلّ يزخر بالمخلوقات الجهنّمية

عرفت حضارة بلاد الرافدين مجموعة متنوعة وكبيرة من الشياطين والجنّ. غالباً ما كانت الشياطين تعتبر من خلق الآلهة. يشير النص الأدبي لملحمة الخلق البابلية الذي صيغ في نهاية الألفية الثانية ق. م.، إلى أن إلهة المحيط تيامات قد غضبت لموت إبزو وخلقت من جوفها أحد عشر مخلوقاً وحشياً ليصارع الآلهة الشابة، هم : موشماهو، يوشميغالا، باسمو (ثلاثة ثعابين بقرون)، موشخوشو (التنين الثعبان)، لاهمو (المشعر)، أوغالا (وحش الطقس الضخم)، أوريديمو (الأسد الغاضب)، كيرتابولو (الرجل العقرب)، اومو دابروتو (العواصف العنيفة)، كولولو (الرجل سمكة)، كوساريكو (الرجل الثور). لكن ملك الآلهة مردوخ تغلب على هذه المخلوقات الأسطورية المتوحشة وتمكن من إبادة تيامات. من االمسلّم به أن الشياطين كانت تندرج ضمن عدة فئات وكانت الشياطين الشريرة المعروفة باسم اوتوكو لمنوتو، الأكثر رواجاً من بينها. من جانب آخر، جسّدت شياطين أخرى عدة أمراض خطيرة تفتك بالإنسان. تقيم هذه الشياطين في الجحيم، مثل بازوزو التي يحكم عليها. العالم السفلي هو عالم الأموات الذي يبسط الإله نركال والآلهة اريشكيجال نفوذهما عليه.

أما الجنّ الحامين فهم مخلوقات خيّرة تسهر على حماية البشر والأماكن والأبنية. يتمتع الجنّ بالقدرة على مكافحة القوى الشريرة والتصدي لتأثيراتها السيئة.