ليس من الاعتيادي ألا يتضمن حجر ميشو أي مؤشر أو أي ذكر لتاريخ أو حقبة تاريخية محددة. لكنه من الممكن اقتراح فترة زمنية من خلال تقاطع المعلومات المذكورة على الكودورو مع نصوص أخرى. إن ذكر اسم طاب-عشب-مردوخ، وهو شخصية معروفة، تدفعنا إلى تحديد تاريخ الحجر في بداية القرن الحادي عشر ق. م.، في عهد الحاكم السادس لسلالة إيسن الثانية (١١٥٤ - ١٠٢٧)، مردوخ-ندين-أهي، ملك بابل (١٠٩٩ - ١٠٨١).

سلالة إيسن الثانية

عود اسم سلالة إيسن الثانية إلى مؤسسها الملك مردوخ-كابت-أخيشو (١١٥٤ - ١١٤١) وأصله من إيسن، إحدى أهم المدن في جنوب بابل. عرفت السلالة الحكم الأكثر نفوذاً وتأثيراً في عهد نبوخذ نصر الأول (١١٢٥ - ١٠٠٤) حيث تميز عهده بازدهار بابل بشكل ملحوظ وبتحقيق غزوات عسكرية هامة في عيلام. كما كُتبت العديد من الأساطير والمآثر الأدبية تحت حكم نبوخذ نصر الأول. بعد وفاته، احتفظت بابل بنفوذها وسمعتها كسلطة عظمى إلا أنها اضطرت لمواجهة سياسة الآشوريين التوسعية وصد الاجتياحات الأولى للشعوب الآرامية. لم يتوصل إنليل-ندين-أبلي الأول (١١٠٤ - ١١٠٠)، الملك الجديد ابن نبوخذ نصر الأول، إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة ولقي حتفه في السنة الرابعة من حكمه، أثناء ثورة أقامها عمّه مردوخ-ندين-أهي.

حكم مردوخ-ندين-أهي

كان حكم مردوخ-ندين-أهي متناقضاً إذ تذكر السجلات هزائم عسكرية متتالية مشيرة إلى المحنة التي كانت تعاني منها البلاد والوضع الخطير الذي ساد فيها. لكن الملك تمكن، وهو في الثامنة عشر من عمره، من المحافظة على عرشه وقيادة سلسلة من الحملات العسكرية خارج بابل قام الملك كذلك بترميم عدة معابد وتم العثور على سبعة كودورو يعود تاريخها إلى فترة حكمه. تابع مردوخ-ندين-أهي الممارسات السياسية والإدارية التي كانت معتمدة سابقاً لكن عهده أعلن، على عدة أصعدة أخرى، الاضطرابات التي كان من المتوقع حصولها في نهاية القرن الحادي عشر. وتشير أحجار الكودورو التي كثرت في تلك الفترة ومنها حجر ميشو، إلى عمليات نقل أراضٍ متواصلة بين كبار الشخصيات والحكام في المملكة البابلية.