شكل برج بابل

انطلاقاً من المعلومات المحددة في النص، يمكن إعادة تصميم هندسة الزقّورة التي تحمل اسم "إيتيمينانكي" أو "بيت أساس السماء والأرض".

– تبلغ مساحة قاعدة الزقّورة ٨١٠٠ م٢ وهي مربعة الشكل وطول ضلعها يساوي ٩٠ م.

– من خلال إضافة ارتفاع الطوابق إلى ارتفاع المعبد الواقع في القمة، نحصل على ارتفاع إجمالي يساوي ٩٠ م. مما يدل على أن الزقّورة تندرج ضمن مكعّب مثالي إذ أن ارتفاعها يساوي طول الأضلاع في قاعدتها.

– يتألف المعبد الواقع في قمة الزقّورة من ست كنائس موزعة حول باحة داخلية مسقوفة وهو مزود بسلالم ومدخل خاص. كانت كل من هذه الكنائس مخصصة لعبادة إله واحد أو إلهين.

– يتكوّن البرج من سبعة طوابق حُدّد حجم كل منها في النص بدقة فائقة. لكن الكاتب نسي تحديد مقاسات الطابق السادس التي يتعين إعادة تحديدها عن طريق الاستنتاج. ويشغل المعبد الطابق السابع من الزقّورة.

مقاسات تسعى للكمال

في حال كان طول كل من جوانب الزقّورة في بابل يساوي ٩١ م، حسب الأساسات التي اكتشفها علماء الآثار، لما كان من الممكن أن يبلغ ارتفاعها ٩٠ م. في هذه الحالة، لكان الضغط الناجم عن المداميك المرصوفة كبيراً إلى درجة قد تؤدي إلى انهيار البرج. كانت الزقّورة مبنية من مداميك من الطين الممزوج بالقش على أرض مكونة من طبقات غرينية. يشكل هذا النص إذاً مقدمة لمعضلة رياضية تتخذ مقاسات الزقّورة كمثال يُحتذى به.

نجد هذه المقاسات المثالية في التصويرات الشكلية للزقّورة البابلية. هناك مثلاً مسلة ضمن مجموعة سشوين تصور الملك نبوخذ نصر الثاني وتتضمن رسماً للبرج ومخططاً للمعبد الواقع في قمة الزقّورة. تتناسب مقاسات الرسم والمخطط مع المؤشرات المحددة في لوح إيساجيل.

بناء الزقّورة

قد يعود تاريخ أساسات الزقّورة ودعائمها إلى الألفية الثانية ق. م.، ربما في فترة حكم حمورابي. في القرن السابع، قام الملك الآشوري آسرحدون بأعمال ترميمية هامة في الزقّورة بهدف إصلاح الأضرار التي ألحقها بها والده سنحاريب حين هاجم مدينة بابل ودمرها عام ٦٨٩ ق. م. كان طول جانب البرج يساوي حينها ٩١ متراً وكان البرج مبنياً بالطوب الطيني ومطلياً بالطين المشوي. ثم قام كل من الملك نبوبولاصر والملك نبوخذ نصر الثاني بإتمام أعمال الترميم واتخذت الزقّورة بعد ذلك مظهرها الفاخر المهيب الذي أكسبها شهرتها الكبيرة.