- الرئيسية
- لوح إيساجيل
- أسطورة برج بابل
ذاع صيت برج بابل باعتباره أحد أكثر المعالم الأثرية الأسطورية شهرة في العالم. ما هو أصل أسطورة برج بابل ؟
في الكتاب المقدس
"كانت الأرض كلها لساناً واحداً ولغة واحدة. وحدث في ارتحالهم شرقاً أنهم وجدوا بقعة في أرض شنعار (بابل) وأقاموا فيه. وقال بعضهم لبعض هلم نصنع لبناً ونشويه شياً فكان لهم اللبن مكان الحجر وكان لهم الحمر مكان الطين. وقالوا هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجاً رأسه بالسماء ونصنع لأنفسنا اسماً لئلا نتبدد على وجه كل الأرض!" سفر التكوين ١١، ١-٥.
هناك عدة عناصر في روايات الكتاب المقدس مستمدة من تاريخ بلاد الرافدين. لا شك أن برج بابل، على سبيل المثال، قد ارتكز على زقّورة بابل الكبرى. كان نبوخذ نصر الثاني قد أمر بتشييد البرج على شرف الإله مردوخ :
"حرصتُ على تشييد الإيتيمينانكي، زقّورة بابل، لتعانق قمتها السماوات. إن الشعوب الكثيرة التي عهدني بها مردوخ (...)، سخّرتهم يداً عاملة بخدمة مردوخ، لبناء الإيتيمينانكي، وجعلتهم يحملون المداميك (...). شيّدتُ قاعدتها بارتفاع ٣٠ ذراعاً. وبنيت معبداً شامخاً، ومصلّىً مقدساً، تكريماً لمردوخ، سيدي، في الطابق الأخير، بأناقة ملفتة."
شُيّد البرج ليكون صلة وصل بين السماء باعتبارها العالم الإلهي المتجسد بالمعبد الواقع في قمة الزقورة، والأرض والعالم السفلي الذي تترسخ فيه قاعدة الزقورة. كانت مدينة بابل، في وقت بناء البرج، متعددة اللغات حيث كان السكان يتحدثون الأكادية التي كانت تكتب بالمسمارية، إضافة إلى الآرامية المكتوبة بالأبجدية على ورق البردي. وكانت المدينة كذلك مقراً لشعوب مختلفة وخاصة الجماعات التي تم ترحيلها من المدن التي استولى عليها الملوك.
بابل، أسطورة الجانب المخفي من حضارة بلاد الرافدين
تنتمي أسطورة مدينة بابل، مدينة الكبرياء والفساد، إلى عدة مصادر.
تطبع الروايات المسردة في الكتاب المقدس تجارب نفي سكان يهوذا القسري إلى بابل، على يد نبوخذ نصر الثاني، بعد حصار أورشليم بين ٥٩٧ و٥٨٧ ق. م. كما يعكس المؤلفون الإغريق والرومان صورة مشوهة للشرق الذي كان عدوهم الأول في زمن الحروب اليونانية الفارسية (الصراع بين اليونانيين والفرس).
سادت هذه الصورة المظلمة كذلك في القرون الوسطى إلى أن سمحت عمليات التنقيب الأثري الأولى وفك الرموز المسمارية بتقديم بلاد الرافدين ليس كعدو رهيب للحضارة الإنسانية وإنما كمهد لها.
في اللوحات الفنية
قبل اكتشاف لوح إيساجيل، صورت الكثير من اللوحات الفنية والمنمنمات والنقوش برج بابل مرتكزة على الروايات الواردة بشأنه في الكتاب المقدس. قليلون هم الفنانون الذين تصوروا، في ذلك الحين، برجاً مبيناً على قاعدة مربعة الشكل.