يمثل المستوى ٦ أكثر مراحل استيطان الموقع شهرة ويعطي نظرة عامة عن التنظيم العام ما بين ٤٢٠٠ و٤١٠٠ قبل الميلاد (بداية النحاسي المتأخر ـ٢).

الاستيطان المنظم

تشتمل الأثار المعمارية المكتشفة في هذه السوية على ورشات للعمل ووحدات للتخزين في القطاع الشمالي ومنزل صغير ثلاثي الأجزاء في الجنوب كان مدخله من الجهة الغربية ويحوي ملاحق للتخزين ومطبخ في الخارج مزود بموقد كبير. وإلى الجنوب من المنزل، على الجانب الآخر من الممر، تم اكتشاف العديد من المباني مما يدل على كثافة البناء في الموقع في تلك الحقبة.

كان قلب القرية محاطًا بجدار يعزل جزءًا محددًا جدًا من الموقع، ودون أن تكون له وظيفة دفاعية بل لضرورة اجتماعية على الأغلب. الميزة الأكثر غرابة والمفاجئة في هذا المستوى ٦ هي التصميم المنتظم: حيث يتم ترتيب جميع الإنشاءات بشكل متعامد، مع الممرات الواسعة (٣،٥٠م) المتقاطعة بزوايا قائمة. هذا التخطيط المعماري الذي أنجز ضمن سياق المجتمع ما قبل الحضري يعني أن الموقع كان ذا أهمية كافية لكي يحظى بهذا النوع من التنظيم، فضلاً عن وجود سلطة مركزية ضرورية لتنفيذه.

أوج المسيرة نحو التحضر

تعتبر السوية ٦ في تل فرس ذروة لتطور لم يكتمل نحو المدنية والمجتمع الحضري قبل انهياره لصالح تل براك الذي ازدهر لاحقاً. بعد فترة وجيزة، أزيلت جميع الإنشاءات من هذا القطاع وتم استبدالها بمبنى عام جديد ومحاط بصوامع تحت الأرض.

الشركاء والمؤلفون