أعطت التنقيبات في تل فرس عدداً قليل جدًا من المكتشفات الجنائزية، وهذا ليس مفاجئًا ويعكس التشابه مع مواقع العصر الحجري النحاسي المتأخر (باستثناء تبة غاورا). في هذه الفترة قل دفن الموتى شيئاً فشيئاً تحت أرضيات المنازل، حيث تم إعداد مدافن لهم خارج المنطقة السكنية. إلا أن هذه المقبرة غير معروفة بسبب صعوبة تحديد موقعها خلال المسوحات.

الدلائل القليلة

ضمت طبقات العصر النحاسي عدد من مقابر الأطفال الصغار و حديثي الولادة التي دفنت إما في حفر مباشرة أو ضمن الجرار، وفي معظم الأحيان بدون لقى ومواد مرتبطة بها.

قبر تعرض للنهب لطفل

احتوى مجمع مزرعة الألف الرابع (السوية ٢) على مدفن من الطوب لطفل، وقد تعرض للنهب ودُمر جزئيًا بعد وقت قصير من هجر المبنى، ومع ذلك استمر السكن في الموقع (السوية ١س، العصر النحاسي المتأخر ـ ٤)، من الصعب تخيل أن هذه الحادثة كانت لتقع بوجود أسرة المتوفى في القرية. وحتى لو كان الأمر افتراضياً، يبدو أن النخبة المحلية، ومنها الأسرة التي تشغل المزرعة، قد غادرت القرية لتستقر ربما في تل براك، الذي كان آنذاك المركز الرئيسي في المنطقة.

مقبرة حديثة

كما هو الحال في أغلب التلال الأثرية في بلاد ما بين النهرين، أنشئت مقبرة حديثة في أعلى التل من قبل مجموعات البدو الرحل في المنطقة قبل الستينيات من القرن الماضي، ولم يكن لسكان القرية الحالية علم بها.

الشركاء والمؤلفون