- الرئيسية
- اكتشفوا المعلم الأثريّ
- جامع في قلب المدينة
- علامة سلطة جديدة
ديانة الأقلية
في القرن السابع، كانت الامبراطورية الإسلامية تحت قيادة فاتحيها من العرب والمسلمين الذين أقاموا مع أسرهم في المدن والمناطق المستولى عليها. غير أنهم لم يكونوا يشكلون سوى أقلية صغيرة. كانت التعددية الدينية في تلك الأراضي تحظى باحترام ومراعاة الجميع حيث تم إنشاء وضع قانوني خاص لغير المسلمين (أهل الذمة) يضمن لهم الأمن والاستقلالية ويحدد موجباتهم. لم يكن هناك أي تحرك يجبر على اعتناق ديانة معينة وكان ما يزال الإسلام، عشية تشييد الجامع الأموي الكبير في دمشق، من الأقلية في المدينة مع أن اعتناق هذه الديانة أخذ يتزايد بسرعة لدى سكان المنطقة. لم يصبح سكان الشرق الأدنى القديم ومصر مسلمين بأغلبيتهم إلا عند نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر.
إعلان ترسّخ في البناء
عند غزو مدينة دمشق، كان النسيج الحضري للمدينة محفوفاً بالكنائس المزينة كتلك التي تم تشييدها على مصلى المعبد القديم تكريماً للقديس يوحنا المعمدان. على عكس هذه الأماكن المقدسة الغناء، كان المنبر الأول الذي شُيِّد للمسلمين في نفس موقع هذا المعبد، بشعاً وغير لائق. فقد تم تأهيل قاعة معمدة للصلاة ارتكزت على صف أعمدة من رخام أعيد استخدامه وتم تكييفها مع تزايد عدد المسلمين في المدينة لتسنتد إلى نطاق المعبد.
عند استلام الخليفة الوليد الأول مقاليد السلطة عام ٧٠٥، لم يكن هناك أي بناء فاخر يجسد وجود الأمة الإسلامية في تلك المدينة العاصمة. مما جعل التباهي بعظمة هذه الدولة وبالإسلام، من بين أولويات الحكم. وتم خصيص وسائل باهظة لتنفيذ هذه المهمة عكست الأهمية الرمزية التي انطوى عليها هذا الصرح. إن الجامع الأموي الكبير في دمشق الذي يشرف على أفق المدينة بفضل قبته ومئذنته الشامخة، أعلن بوضوح وجود هذه الديانة الجديدة التي تحكم المنطقة مرسّخاً بذلك، وبشكل رمزي، سلطته على هذه الأراضي.