منذ عام ٢٠١٥، يحشد وزير الثقافة الأدوات والتقنيات الرقمية في خدمة المعرفة والحفاظ على تراث الشرق الأدنى. من تدمر إلى الجامع الأموي بدمشق، ومن خورسباد إلى قلعة الحصن، الهدف هو إظهار ما هي الحضارات والمواقع في الشرق الأدنى وتبيانها لجميع الجماهير، وتمكين استمرارية عمل الباحثين.
إتاحة رؤية وفهم ذاكرة تراث الشرق الأدنى
إن فرنسا، المنخرطة تاريخياً بشدة في الأبحاث الأثرية في الشرق الأدنى، تبذل كل ما في وسعها للحفاظ على ذاكرة هذا التراث وضمان نشره بين عامة الناس والعلماء. تتيح سلسلة تراث الشرق الأدنى من مجموعة المواقع الأثرية الكبرى رؤية وفهم الأماكن والحضارات التي بنتها. تستعمل عمليات إعادة التشكيل الرقمية والواقع الافتراضي هنا كأدوات في خدمة الذاكرة وإتاحة الوصول لأكبر عدد ممكن من الأشخاص.
محتويات في متناول الجميع، يقدمها أكبر المتخصصين
يعرض موقع تراث الشرق الأدنى نتائج الأبحاث ويوضح التزام فرنسا في سبيل المواقع والمعالم الأثرية في الشرق الأدنى (تل فرس، ماري، نمرود، خورسباد، الشرق المسماري، تدمر، الجامع الأموي في دمشق، قلعة الحصن...). لقد صممه أكبر المتخصصين على شكل مسارات الوصول إليها متاح للجميع. وهو يعتمد على خبرة وزارة الثقافة، وخاصة على مجموعتها المرجعية الرقمية، "المواقع الأثرية الكبرى"، الحائزة بالفعل على العديد من الأوسمة، على سبيل المثال لموقع مغارة شوفيه بون دارك.
صور أرشيفية لم يسبق نشرها أحياناً وتمت رقمنتها لهذه المناسبة، ومناظر جوية، ونماذج ثلاثية الأبعاد وإعادة بناء مساحية ضوئية (فوتوغرامترية)، وصور شخصية (بورتريه) لرواد علم الآثار، ومقابلات مع متخصصين... الكثير من المصادر التي يقترح الموقع، المتوفر أيضاً بنسخة على الهاتف المحمول، استكشافها وإعادة وضعها في سياقها، وذلك بفضل خريطة تفاعلية وبطاقات إجمالية عن كل موقع من المواقع ومعلم من المعالم الأثرية.
موقع في تطور مستمر، موحد لكل النوايا الحسنة
هذه البوابة هي ثمرة لإقران معارف وخبرة العلماء والمحافظين والمؤرخين مع معارف وخبرة الجهات الفاعلة العامة والخاصة في مجال التكنولوجيات الجديدة أو الباحثين أو الشركات الفرنسية. لقد تم وضع تفوقهم المشترك في خدمة هذه القضية.
على سبيل المثال، مكّنت رقمنة وإتاحة الصور الأرشيفية غير المنشورة من قبل الوزارة شركة Iconem الناشئة، على أساس المسوحات ثلاثية الأبعاد التي أجرتها بطائرة بدون طيار على أريد الواقع، من إعادة بناء نموذج ثلاثي الأبعاد لمعبد تدمر.
لتسهيل العديد من المساهمات الفردية العفوية، يوفر الموقع أيضاً إمكانية المشاركة في إعادة البناء الرقمي لموقع واحد أو لعدة مواقع أو قطع أثرية، على سبيل المثال عن طريق إرسال الصور الضوئية أو عن طريق التبرعات الصغيرة، وذلك بفضل الشراكة مع منصة التمويل الجماعي Commeon.
تم نشر موقع تراث الشرق الأدنى على الإنترنت في نسخته الأولى في الأول من كانون الأول/ديسمبر ٢٠١٦، ويتم إثراؤه باستمرار بمحتويات تتيح إطالة الزيارة إلى معرض "مواقع خالدة" الذي أقيم في القصر الكبير أو الجراند باليه، وذلك بفضل دعم استثنائي من وزارة الثقافة، سيكون متاحاً قريباً بنسخة باللغتين الإنجليزية والعربية.