قرية جعدة المغارة
يعطي موقع جعدة المغارة في الهلال الخصيب لمحة فريدة عن مجتمع في خضم تغيرات هامة. حيث يتم تجديد عادات سكانها من حيث الغذاء والسكن والممارسات الجنائزية، وتحتوي جعدة المغارة على رسوم جدارية نادرة يعود تاريخها إلى ١١٠٠٠عام.
يقع موقع جعدة المغارة، المكتشف في عام ١٩٩١، في شمال سوريا الحالية، على الضفة الشرقية للفرات، وكشفت الحفريات الأثرية عن معالم لعدة قرى تم استيطانها لمدة ألف عام. وهو الموقع الوحيد المعروف حتى الأن في شمال بلاد الشام الذي يتمتع بهذه الاستمرارية على مدار فترة زمنية مؤرخة مابين ١١ إلى ١٠ آلاف سنة مضت، وهي مرحلة دقيقة في عملية التحول نحو العصر الحجري الحديث.
تطور قروي
ممارسات غذائية في طور التحول
إن موقع القرية استراتيجي نظراً لقربه من الفرات ولأنه يتوسط موارد غذائية تسمح بممارسة عملية الالتقاط. يعتمد الصيد على الغزال، إلا أنه يستهدف أيضاً الأرخص والخيليات، مما يسمح بتنظيم الولائم التي تبرز حياة المجموعة خلال المرحلة الثانية. وقد شهد الموقع في المرحلة التالية التجارب الأولى لزراعة حبوب في حالتها البرية.
الموت في جعدة المغارة
ألقت الحفريات الضوء على الممارسات الجنائزية. فقد تم دفن الموتى عموماً تحت أرضيات المنازل، وفي المرحلة الثالثة، ضم مبنى خاص بقايا عظمية لأكثر من 70 شخصًا وسمي "بيت الأموات". كما كشفت دراسة هذه البقايا عن أقدم دلائل معروفة عن مرض السل (المرحلتان الثانية والثالثة).