بـابـل
كانت بابل في الألف الأول قبل الميلاد أكبر مدن بلاد الرافدين، وتمتد أثارها على ١٠٠٠ هكتار. هي عاصمة سياسية ودينية لمملكة بابل وتضم القصر الملكي ومجمّع العبادة للإله مردوك، وهو الإله الحامي للمدينة
عرفت بابل (وتعني بالاكادية "بوابة الآلهة") منذ الألف الثالث قبل الميلاد. وهي العاصمة السياسية لمملكة حمورابي (١٧٩٢-١٧٥٠ قبل الميلاد)، ولم تنقب مستويات هذه الفترة بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
تاريخ وأصالة مدينة أسطورية
في أوج ازدهارها تحت حكم نبوخذ نصر الثاني (٦٠٥ – ٥٦٢) تركزت مدينة بابل، التي تتألف من نطاقين داخلي وخارجي، داخل سور تخترقه ثمانية بوابات، منها بوابة عشتار الشهيرة التي أعيد تشكيلها في متحف بيرغامون في برلين. وتتألف المدينة من عشرة مناطق ويجتازها نهر الفرات.
يضم وسط المدينة مجمع العبادة المخصص لإله المدينة مردوخ (مردوك) كبير آلهة البابليين منذ نهاية الألف الثاني، وتضم هذه المساحة معبد إيساجيل ("المعبد ذو القمة الشامخة") وزقورة إيتيمينانكي ("المعبد الذي يربط السماء والأرض")، التي عرفتها الأجيال اللاحقة في العهد القديم كبرج بابل.
في شمال المدينة يقع مجمع القصر المؤلف من بناءين على جانبي السور. وفقاً لبعض الكتاب الكلاسيكيين، قام نبوخذ نصر بإنشاء حدائق لزوجته أميتيس في القصر، لكن الحفريات الأثرية والوثائق الكتابية لم تأكد هذا الطرح. ومال الناس إلى إسقاط "حدائق بابل المعلقة" على قصر الملك سنحاريب في نينوى الأشورية.
عانت بابل من أضرار جسيمة عقب الغزو الأمريكي للعراق في عام ٢٠٠٣، إلا أنها ستدرج قريباً في قائمة التراث العالمي للإنسانية.
التنقيبات في موقع بابل
بقي الموقع الجغرافي لبابل معروفا، فبعد عمليات الاستكشاف في القرن التاسع عشر نُظمت الحفريات الأثرية الأولى بإشراف روبرت كولدوي (١٨٩٩ – ١٩١٧) لصالح الجمعية الألمانية للدراسات الشرقية (Deutsche Orient Gesellschaft).
ثم ساهمت فرق إيطالية في عام ١٩٧٤، وعراقية في ١٩٧٩ – ١٩٨٠ في تعميق المعارف عن الموقع.
تحتوي مجموعات متحف اللوفر في قسم الآثار الشرقية على بعض القطع من بابل، مثل "الأسد المتنقل"، ولكن أهم مجموعة متعلقة بالموقع هي موجودة حالياً في متحف الشرق الأدنى في برلين.
تشكل مكافحة أعمال النهب والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية إحدى أولويات وزارة الثقافة التي تولي اهتماماً بالغاً بجميع هذه الإشكاليات لا سيما في إطار الدور السيادي الذي تضطلع به للسيطرة على عمليات تداول الممتلكات الثقافية.
لمعرفة المزيد: